افتخر انك اهلاوى

لك كل الحق أن تفرح و أن تزهو بنصر تاريخي، و بليلة تغيرت معالم أفريقيا لتصبح حمراء مع مرتبة الشرف، مع تربع على عرشها و إمتلاكاً لمفاتيحها. لقد قبلنا التحدي من اليوم التالي لمباراة النجم الفاسدة، و قررنا كجمهور و إدارة و لاعبين و جهاز فني بأن نستعيد ما سلب و قد كان.


لقد واجه الأهلي هذا الموسم تحديات كثيرة، ممن حاول التشكيك في قدرة "عواجيزه" على المنافسة، أو على قدرة حماية عرين الأهلي بعد هروب "الحارس السابق لهذا العرين"، أم من محاولات الإيهام بأن الأهلي أصبح ضعيفاً إدارياً بتنازله عن حسني و عدم "إصراره" على تضخيم موضوع هاني سعيد، و في النهاية الرد جاء في "جاروا" و أمام فريق تغنى الكثيرون بعذرية شباكه منذ 2002، فسجل الأهلي هدفين، و خرج بطلاً يتحدث عنه العالم أجمع.


المباراة وضعتنا على هدف و طريق جديد، و هو إنتزاع لقب أكثر الفرق فوزاً بكأس الأبطال القارية و التي يتصدرها ريال مدريد بتسعة ألقاب و خلفه ميلان بسبعة و يأتي الأهلي بستة ألقاب. الكأس جعلنا محط أنظار الجميع، بأربعة بطولات قارية في 7 سنوات، و كل الألقاب التي سقطت مع المارد الأحمر.


و في خضم هذه السعادة لم أستطع وبكل صراحه ادراك مايريده نقاد وخبراء الفضائيات بعد فوز الأهلي بدوري أبطال افريقيا للمرة السادسة في تاريخه .. فغريب جدا ان يكون لديك احتفال بلقب هو الاغلى في تاريخ أندية مصر ورقم قياسي جديد يتحقق للمرة الأولى في تاريخ افريقيا ويتفرغ خبراء كرة القدم لتحليل التغييرات الخاطئة التي قام بها الساحر البرتغالي مانويل جوزيه.. وما هو الحال إذا كنا لا قدر الله قد خسرنا البطولة في اللحظات الاخيره؟


معرفتي الضئيلة بالنقد البناء بشكل عام انه يكون أثناء سير البطولة من أجل ان يستفيد منه الابطال خلال مشوار البطولة ولكن ان يقوم البعض بنقد للفريق وتغييرات جوزيه بعد الانتصار العظيم - والذي تحقق على حساب فريق عنيد لم يدخل مرماه اي هدف منذ عام 2002 ولم يتعادل نهائيا على ملعبه طوال مشوار البطولة – فهو امر لا أفهمه ولم يستطع عقلي ان يستوعب هذا النقد نهائياً.


والعجيب في الامر ان جميع من انتقد البرتغالي مانويل جوزيه لم يسافر مع الفريق او يمر بنفس العراقيل التي تعرض لها النجوم في مدينة الجحيم "جاروا" ولم يقترب من لاعبي الأهلي ليعرف من يستطيع القيام بدوره في بناء الهجمات او امتصاص الحماس او حتى تضييع بعض الوقت بحثا عن التتويج الذي كان يقترب مع مرور الوقت.


وتغييرات البرتغالي على الرغم من غرابتها في بعض الاحيان ومنافاتها للمنطق في أحيان اخرى الا انها تثبت دائما انها التغييرات المثلى في اي لقاء .. فمن يقترب من اللاعبين ويعاشرهم ويدربهم لمدة تزيد عن الاربعة اعوام هو الادرى بقدرات لاعبيه وكيفية ادائهم للواجبات الدفاعية والهجوميه ولا يستطيع اي شخص اخر ان يفكر نفس التفكير الا اذا قام بالعيش مع اللاعبين نفس المدة.


والغريب ان الجميع تحدث عن الدفع بسيد معوض بديل لأحمد صديق على انه كان من اسباب انهيار الفريق الجزئي في الشوط الثاني وتجاهل الجميع شجاعة جوزيه في الدفع بأحمد فتحي بديلاً لنجم القلوب ابو تريكه في تغيير شجاع قلب دفة الامور بشكل تام لصالح الأهلي وجعل الأهلي هو المسيطر على زمام المبادرة وتحقق المراد بضربة جزاء من تمريرة الرائع أحمد فتحي.


وتجد نفس الخبير وهو ينتقد بشدة سوء التمرير الذي يقوم به أحمد حسن طوال الشوط الاول واحتفاظه بالكرة لمدة طويلة وفي الشوط الثاني تجد نفس الخبير ينتقد قرار جوزيه بسحب أحمد حسن من المباراة وهو ما تسبب في انهيار خط وسط الأهلي على حد قوله .. وبين هذا الكلام وذاك لا يعرف المشاهد ماذا يصدق؟


الجميل في الامر ان جماهير الأهلي قد ابتعدت تماما عن مثل هؤلاء الخبراء وسلمت مقاليد الحكم للملك البرتغالي المتوج على عرش الكرة الحمراء واصبحت جماهير الأهلي على ثقة ان ما يفعله جوزيه هو الافضل لفريق الأهلي وهو الطريق الوحيد للبطولات وهو استسلام يصاحبه مساندة قويه تهز ارجاء القارة السمراء.


و يتبقى نقاط يجب طرحها الآن مع "سخونية" الفوز حتى لا يتم إهمالها:


المشاكل التي تعرضت لها الجماهير الحمراء في مشوارها لمساندة النادي الأهلي يجب ان يجد كل الاهتمام من مسئولي الأهلي في المستقبل خاصة ان جماهير الأهلي ضحت بالكثير من الوقت والمال والجهد في رحلة شاقة استمرت 30 ساعة من أجل مساندة الفريق. و أصبح الأهلي بحاجة لوضع جهاز إداري ضمن إدارته لتنظيم أمور الجماهير و تحسينها.

الحكم الجزائري جمال حيمودي مسح من ذاكرة الجماهير الحمراء كل الذكريات المؤلمة التي تسبب فيها عرجون الأمس واثبت بما لايدع للشك ان التحكيم في افريقيا مايزال بخير...و للجزائر كل الحق في أن تفخر بإبنها العادل و النزيه.


لا نستطيع أن نغفل إحترامنا و تحيتنا الى جماهير نادي القطن الكاميروني وموقفهم الرائع وتحيتهم لفريق القرن بعد المباراة .. جماهير القطن اثبتت انها منفصلة تماما عن مسئولي الفريق الكاميروني.