يها العاصي لا تخف! عد فالله ينتظرك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
حياكم الله جميعا وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم جميعا من الجنة منزلا وأسأل الله العلي القدير الذي أعانني على كتابة هذه الرسالة لكم وأعانكم على قراءتها أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم وأن تلامس قلب كل واحد منا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
الحمد لله على كل حال، الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، الحمد لله على نعمة المال والولد والرزق، الحمد لله على نعمة العمل، الحمد لله على نعمة الصحة والقوة، الحمد لله على نعمة المحبة والمودة، الحمد لله على نعمة الخوف والرجاء، الحمد لله على الابتلاءات والمحن، الحمد لله على ما كان وما يكون وما سوف يكون كيفما يكون، فهو من عند رب العالمين سبحانه وتعالى فلا تسأل كيف يكون؟.
من منا أحبتي في الله لم يذنب ذنبا وإن كان صغيرا؟
من منا لم يرتكب خطأ في حق نفسه أولا ومن ثم في حق الله جل وعلا؟
من منا لم يزغ أو تزل قدمه يوما من الأيام عن الصراط المستقيم؟
رسالتي لكم " أيها العاصي لا تخف! عد فالله ينتظرك"، أبشر يا من أثقلتك الذنوب والخطايا، أبشر يا من ضيعت حق الله تعالى، أبشر يا من أخطأت في حق الناس،
أبشر بقوله تعالى:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب، أجيب دعوة الداع إذا دعان"
وأبشر بقوله تعالى:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
"إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"
وأبشر بقوله تعالى:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
"إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين"
وأبشر بقوله تعالى:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
"يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"
وأبشر بقوله تعالى:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
"فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا"
وأبشر بقول الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم:
" كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" – سنن أبي ماجة بسند حسن
وأبشر بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي:
" قال الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإذا أقبل إلي يمشي أقبلت إليه أهرول" رواه مسلم واللفظ له والبخاري بنحوه.
وغير ذلك من البشارات الكثير.
أخي الحبيب، يا من تركت أمر الله في الصلاة لا تخف عد فالله ينتظرك.
يا من تركت أمر الله في الصيام لا تخف عد فالله ينتظرك.
يا من تركت أمر الله في الصدقات لا تخف عد فالله ينتظرك.
يا من عصيت الله في السر والعلن لا تخف عد فالله ينتظرك .
أختاه، يا من تركت أمر الله في الحجاب لا تخافي وعودي فالله ينتظرك.
يا من تركت أمر الله ولجأت إلى الزينة والتبرج لا تخافي وعودي فالله ينتظرك.
أبشروا يا إخواني وأخواتي، الله ينتظر توبة التائبين وعودة العائدين وأوبة الأوابين. الله رحيم، الله غفور، الله يدخلنا الجنة برحمته ولا يعاملنا بعدله ويدخلنا الجنة برحمته ومغفرته لا بعملنا.
لا تنس أخي الحبيب وأختي الكريمة أنه تعالى يرانا في كل حين فاجعله حسيبك ورقيبك في كل عمل وقول. انس ماض اسود من المعاصي والزلات وأقدم على زمن الطاعات والخيرات فحتما ستجد القبول من رب الأرض والسماوات. لا تنظر للوراء وكن إيجابيا، لا تنظر لصغر ذنبك ولكن انظر إلى عظم شان من تعصي، حياتك كلها ستتغير بإذن الله تعالى إن قررت الأوبة والتوبة إليه، لن تجد أرحم منه ولا ألطف منه ولا أحن منه ولا أقرب منه إليك، والله لا مال ولا ولد ولا أي شيء في الكون يغنيك عن رحمته تعالى.
أبشر أخي الحبيب، أبشري أختي الفاضلة، لا تقلق ولا تيأس أبدا من رحمة الله تعالى واعلم أن كل تقدير الله تعالى لك خير في المحن والمنح، قد ينزل الخير عليك لتشكره وقد ينزل البلاء عليك لتصبر وتدعوه ولكن اعلم أيضا أن ما أصابك من خير فمن الله وما أصابك من شر فمن نفسك وهو بعلم الله وتذكر دائما أنه تعالى بيده أنفاس حياتك وبيده رزقك وأنه هو وحده من يرد عنك البلاء ويدفع عنك الأذى، أفلا يستحق هذا الإله العظيم أن تعود إليه وتنحني له وتخر ساجدا بين يديه؟
أبشروا ولا تحزنوا، ولكن لا تنسوا أبدا أن الله قد جعل لكل منا في وقت محدد ومن غير سابق إنذار أو حتى أي استئذان جعل لنا زائرا يأتينا ليأخذ أمانة كتب لها أن تسلم في الوقت المحدد، ألا وهو ملك الموت، فاحرصوا جميعا على ألا تقابلوه إلا وأنتم على الطاعة وأبعد ما يكون عن المعصية حتى يكون عليكم زائرا خفيفا لا زائرا ثقيلا.
أبشروا برحمة الله دائما ولكن اجعلوا الدعاء مع العمل واجعلوا لكم رصيدا عنده جل وعلا حتى تسحبوا منه وقت الشدة والأزمات فترفعوا أيديكم بالدعاء، حينها يستجاب لكم إن شاء الله.
اعبدوا الله على مراد الله لا على مراد أنفسكم أو مراد مناهج تربوية أصبحت في زمننا هذا أقرب إلى الفساد منها إلى الإصلاح واعبدوه كما عبده حبيبه وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الخلق وأفضلهم واعلموا أن للعمل حتى يكون مقبولا عنده تعالى ينبغي له تحقق شرطان اثنان وهما الإخلاص فيه لله تعالى والمتابعة لعمل النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي الختام، قد يكون في خاطري المزيد من العبارات والكلمات ولكن أبلغ ما أقول هو كلام رب العالمين:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
"يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير"
أوصيكم ونفسي بتقوى الله العظيم ولزوم طاعته واللجوء إليه في صغير الأمر وكبيره.
هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده لا شريك له وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن قلة علمي وكثرة جهلي ومن الشيطان. وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه، وأعوذ به أن أكون جسرا تعبرون عليه إلى الجنة ويرمى به في النار.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[i]