هو: في ماذا تفكرين؟ هي: في الفرار من نفسي
هو: ما أصعب أن يفر الانسان من نفسه
هي: ضاقت بي نفسي, فكيف لا أفر منها؟ و ربما هي التي تفر مني
هو: أي البقاع تتسع للإنسان حين يفر من نفسه؟
هي: كل البقاع ترفض إحساسي تجاهك
هو: أنت أيضا ترفضينه, و عقلك أول البقاع التي ترفضه, و رغبتك في الفرار هي تعبير عن هذا الرفض
هي: أرفضه لأنه الاحساس الخطأ, في الزمن الخطأ, في المكان الخطأ
هو: في الحب لا نختار الأزمنة والأمكنة
هي: نعم, لكننا نختار عدم الوقوع في الخطأ, و عدم الاستمرار فيه إن وقع
هو: تتحدثين عن حبك لي كأنه جريمة تريدين التطهر منها
هي: بالفعل هي جريمة بشعة ارتكبتها بلا قصد في حق امرأة تحبك بصدق, و منحتك سنوات عمرها. وضحت من أجلك بأشياء كثيرة أعجز أنا الآن عن التضحية بها
هو : أنت فتاة نبيلة, تفكرين في الاخرين و تتجنبين الإساءة لي
هي: لست بهذا النبل الذي تظنه
هو: أي الطرق يؤدي إليك سيدتي؟
هي: كل الطرق بيننا ملغمة, لا تنتهي إلا بالموت
هو: أهذا هو حكمك العادل على عاطفة جميلة؟
هي: هذا هو الحكم المثالي لعلاقة فتاة برجل متزوج بامرأة مثالية
هو: ألا يحق للرجل أن يحب امرأة أخرى إن كانت زوجته زوجة مثالية و أما حنونا؟
هي: إن كانت هذه هي صفاتها, فماذا ينقصه؟ و لماذا يبحث عن امرأة أخرى؟
هو: ينقصه أن تكون زوجته حبيبة قبل أن تكون زوجة و أما
هي: ألا تحبها؟
هو : بل أحبها
هي: لا أفهمك
هو: هي زوجتي و أم أطفالي الذين أحبهم ولا يمكنني الاستغناء عنهم
هي: و أنا كبش الفداء.. أنا المرأة الأخرى في حياة رجل متزوج
هو: لا.. أنت الحلم الجميل الذي عشت عمري أتمنى تحقيقه, أنت الحب الذي بحثت عنه طويلا و لم أجده إلا بعد فوات الأوان
هي: ها أنت ذا تعترف بأن الأوان قد فات
هو: لا حيلة لي سيدتي سوى الاعتراف بواقع مرير يأخذك بعيدا عني
هي: ستتذكرني يوما.. و ستــــ
هو: أكمليها.. قوليها بثقة:ستتذكرني يوما و ستبكي
هي: ستبكي؟؟
هو: سأبكيك يا سيدتي.. فقد تركت لي من ميراث الحب و الحزن مالا طاقة لي على احتماله بعد رحيلك
و مضى.. و مضت.. و طويت خلفهما حكاية تتكرر في كل الأزمنة و الأمكنة. فالأحزان تتشابه.. و الآلام تتشابه.. ووحدها فقط النهايات, هي التي تختلف