دعا الإعلامي المعروف أحمد الشقيري الدول الإسلامية إلى تنمية نقاط الاتفاق بين المذاهب الإسلامية ،مشدداً على أن فقه الخلاف يستطيع حل إشكالية الاختلاف بين جميع المذاهب. وقال الشقيري في محاضرة بعنوان "لو كان بيننا ... رؤية عصرية" بغرفة الشرقية حضرها أكثر من ألفي شخص من الرجال والسيدات حيث تم نقلها بالدائرة التليفزيونية المغلقة لقاعات النساء إن الأمة الإسلامية أمام خيارين لا ثالث لهما، الأول نبذ هذه المذاهب جميعها وهذا يستحيل تنفيذه أو أن تتعامل هذه المذاهب فيما بينها بالاحترام وفق فقه الخلاف.
وضرب الشقيري مثالاً على فقه الخلاف بالانتخابات الأمريكية، مشيراً إلى أنه وخلال الحملة الانتخابية هاجم مرشحا الرئاسة الأمريكية ماكين وأوباما بعضهما بضراوة شديدة، إلا أنه حين أعلن فوز أوباما سارع ماكين بتهنئته ودعا الشعب الأمريكي إلى الالتفاف حول رئيسه الجديد. وانتقد الشقيري خلال محاضرته المناهج الدراسية في العالم الإسلامي والتي حولت سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أعظم مرب في التاريخ، إلى مجرد تواريخ فقط، داعياً إلى تغيير هذه المناهج والتركيز على أخلاق وصفات الرسول لنقربه إلى الشباب ونستشعر بشريته.
ودافع الشقيري عن الشباب وقال إنه لا يلومه على عدم معرفته بالرسول، لأن المناهج الدراسية تحتاج إلى تغيير، وعلينا أن نعلم الشباب ونقدم لهم الرسول عليه السلام كقدوة نحتذي بها ونهتدي بها. وعقد الشقيري مقارنة بين الملائكة والإنسان وإبليس، وقال إن الملائكة لا تستطيع أن تعصى الله لأنها خلقت لتسبيحه. لذلك فهو خارج المقارنة. والإنسان يخطئ مثله مثل إبليس لكن الفرق الجوهري والأساسي بين الاثنين أن إبليس أبى واستكبر ورفض التوبة إلى يوم الدين، في حين أن الإنسان يسارع إلى التوبة كلما أخطأ.
وتحدث الشقيري عن الرسول الزوج واتخذ من زوجته عائشة مثالاً، وقارن بين ما يحدث اليوم في بيوتنا وما كان يحدث في بيت النبوة ، حيث العطف والحب والمودة . وأشار إلى أن القوامة في الإسلام لا تعني التسلط وإنما تعني الحب واحتواء الذي أمامك. وأكد أن الحب ليس محرماً في الإسلام. مشيرا إلى العديد من الأحداث التي كانت في بيت النبوة والتي كان يحتويها الرسول الكريم بحبه وعطفه ومودته.